لقد ازدادت أهمية منصب مسؤول الشراكات والاتصالات في عالم التجارة المتسارع الوتيرة في يومنا هذا. ويشمل هذا الدور تطوير الشراكات الاستراتيجية والحفاظ عليها، بالإضافة إلى مهارة وضع خطط تواصل مقنعة تجذب مجموعة واسعة من الفئات المستهدفة. ولهذه الوظيفة عدة جوانب مهمة للغاية في إدارة الاتصالات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى إنشاء علاقات تعاونية تدفع عجلة نجاح الأعمال.
نورة العمري هي مسؤولة الشراكات والاتصالات التي تقود قصة اغتنام الفرص والشغف. في بداية مسيرتها المهنية في عام 2018، واجهت نورة تحديات العمل في الخطوط الأمامية كجزء من فريق مبيعات شديد التنافسية. وخلال هذه الفترة، اكتشفت رغبة عميقة الجذور في المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعها، بغض النظر عن حجم دورها أو نطاق تأثيرها. وقد أشعلت هذه التجربة شغفها بالشراكة والتواصل والمشاركة المجتمعية، مما وضعها على مسار مكرس لتعزيز الروابط الهادفة وقيادة التغيير الإيجابي. وبمرور الوقت، تحول مسارها من مجرد تحقيق الأهداف إلى تبني نهج أكثر تعاونية. وهي تجد الآن شغفًا كبيرًا في دورها كمنسقة حيث تستفيد من قدراتها التحليلية والإبداعية لدعم فرق العمل الموهوبة ومواءمة أصحاب المصلحة وصنع تغيير هادف.
يمكن زيادة تأثير وأداء المنظمة إلى حد كبير من خلال تنفيذ استراتيجيات قوية للشراكات والتواصل، وهو ما سيتم مناقشته في هذا المقال إلى جانب الواجبات والكفاءات الأساسية لمسؤول الشراكات والتواصل الناجح.
ما هي العوامل الرئيسية التي أوصلتك إلى ما أنت عليه الآن؟
إن وضع أهداف قابلة للتحقيق، واتباع نهج تدريجي لتحقيقها، وتبني التعلم المستمر هي العوامل الرئيسية التي أرشدتني إلى ما وصلت إليه، بالإضافة إلى حقيقة أن المملكة العربية السعودية تتمتع بذلك الجو التعاوني الذي يعزز
النجاح في مكان العمل للمهنيين في جميع المجالات. لطالما كان لديّ حس عالٍ بالمسؤولية والرغبة في تعلم أشياء جديدة مثيرة للاهتمام. أنا أيضاً من عشاق التكنولوجيا، وأستمتع حقاً بالترابط مع أخي بسبب شغفنا المشترك بالتكنولوجيا. فهو يعمل مساعداً في شركة EY الشهيرة، لذلك غالباً ما نجد أنفسنا نتناقش بحيوية حول أحدث الاتجاهات والابتكارات في هذا المجال.
بالنظر إلى سنوات خبرتكِ وإنجازاتكِ، ما هو أكبر إنجاز لكِ في رأيك؟
إن أعظم إنجازاتي هو أنني حظيت بفرصة العمل مع أفراد موهوبين وملتزمين من جميع أنحاء العالم والتعلم منهم خلال مسيرتي المهنية.
قد حظيتُ بشرف البدء كعضو فريق مبيعات تنافسي عالي الإنجاز. اكتسبت خبرة لا تقدر بثمن وطورت صفات مثل التصميم والقدرة على التكيف والقدرة على التأقلم تحت الضغط. وعلى الرغم من صعوبة الأمر في بعض الأحيان، إلا أن إدارة تلك الأجواء ساعدتني في تكوين المهارات والمنظور الذي أستخدمه الآن لأكون لاعباً استباقياً وديناميكياً في الفريق وقائداً للتواصل.
لذلك بينما أنا فخورة بالإنجازات الفردية التي حققتها على مر السنين، إلا أن روح التعاون والدعم المتبادل هي التي لا تزال تدفعني إلى الأمام كل يوم.
ما هو الاقتباس الذي يلهمكِ بشدة؟
اقتباس للمؤلف الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز آندي أندروز الذي قال ذات مرة ”كل شيء تفعله مهم. لقد خُلقتَ لتكون فريدًا من نوعك. لقد خُلقت لتُحدث فرقًا. لديك في داخلك القدرة على تغيير العالم.“ يتردد صدى هذا الكلام معي لأن هذه هي الكلمات التي أعيش وفقها يومياً.
كيف يمكنك أن توازن بين السعي وراء الثروة والنجاح وبين تحقيق الإنجازات الشخصية والسعادة؟
أعتقد أن لكل شخص تعريفًا مختلفًا للثروة والنجاح، بالنسبة لي، فهما مترابطان مع الرضا والسعادة الشخصية. ذكر القديس جون نقطة في مقطع فيديو شاهدته قبل بضعة أشهر عن كتابه (الثمانية لتكون عظيماً) يقول: ”الشيء الرائع هو أنك عندما تفعل ذلك من أجل الحب، فإن المال يأتي على أي حال“. أعني، فكّر في الأمر: عندما تكون شغوفاً بشيء ما، فمن المرجح أن تتقنه. وذلك عندما تتدفق المكافآت الحقيقية – سواء كان ذلك نجاحًا ماليًا أو شيئًا أكثر أهمية. هذا الاقتباس أحدث نقلة ذهنية غيرت طريقة تعاملي مع رحلتي.
ما هي صفاتك الشخصية التي ساهمت في نجاحك؟
أعتقد أن نجاحي ينبع من مزيج من العزيمة وعقلية النمو والفضول. أنا ملتزمة بالتعلم المستمر، ولست وحدي في هذه الرحلة. لقد كان إحاطة نفسي بالعقول اللامعة والسعي الدؤوب للاطلاع على وجهات نظر متنوعة عاملاً كبيراً في تطوير السمات الشخصية الرئيسية للنجاح. كما أنني تمكنت من خلال تعلم المرونة والوعي الثقافي من التنقل في البيئات المعقدة بثقة وسهولة وساعدني الوعي الثقافي على التكيف مع البيئات المتنوعة.
ما هي الطرق التي تجدين من خلالها الشراكات تمكينية ومهمة؟
أنا أهتم كثيراً بتبادل المعرفة التعاونية والتواصل بين الثقافات والأفكار التي تحافظ على مرونتنا وابتكارنا واستجابتنا لتطور التكنولوجيا واحتياجات المجتمع. الشراكات القوية تبني الثقة والمصداقية والتقدم المستدام. في منصبي الحالي كمسؤولة الشراكات والاتصالات، ألتزم بإقامة علاقات هادفة لتعظيم تأثيرنا الإيجابي وتحقيق نتائج رائعة للجميع.
في ضوء رحلتك وتجاربك، ما هي الرسالة التي تودين إيصالها لرواد الأعمال الطموحين؟
أقول لهم: لديكم القدرة على إحداث تغيير إيجابي في العالم وأن تكونوا ما تحلمون به.
تخيّل عالماً تكون فيه أحلامك في متناول يدك وإمكاناتك التي لا حدود لها. وبفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أصبح هذا العالم الآن واقعاً نعيشه. لقد أنشأ الإطار والبنية التحتية التي تمكن الجميع من الازدهار والنمو، وشكل القيم الأساسية لبلادنا المتمثلة في الكرامة والكرم والعزيمة لمستقبل مشرق. واليوم لدينا
منظومة رائعة من المؤسسات التي تكرس جهودها لإحداث تأثير إيجابي، وتمكين رواد الأعمال من الوصول إلى آفاق جديدة، وخلق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. وبذلك، تتحول رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بشكل ملهم إلى واقع ملموس، قطاعاً تلو الآخر. إذاً، ما الذي ستحققه؟
ما هي فلسفتك الشخصية في إدارة الفريق، وكيف ترسم ملامح النهج والمنهجيات التي تستخدمها نور نوف؟
فلسفتي الشخصية في قيادة الفريق متجذرة في الاحترافية والتعاون والنزاهة. يتماشى هذا النهج القائم على القيم مع منهجيات المؤسسة، وهو ما يسمح بتحقيق إنجازات عظيمة ونتائج مستدامة. ونحافظ في جميع مبادراتنا على التزامنا الدائم بالتطوير، مما يضمن أن يؤثر عملنا بشكل إيجابي على المجتمعات التي نخدمها.
ما هو أثمن الدروس المستفادة من مسيرتكِ المهنية؟
بالنظر إلى رحلتي المهنية، يمكنني القول أن الدرس الأكثر قيمة الذي تعلمته هو أهمية الصبر والمثابرة. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، فقد تعلمت ألا أرتدع بل أن أنظر إليها كفرص للنمو. لقد أتاح لي صبري، إلى جانب التزامي القوي بالتعلم المستمر والتحسين الذاتي، أن أحقق النتائج باستمرار وأثبت نفسي كمساهم قيّم، حتى عندما لم يكن الطريق إلى الأمام واضحًا دائمًا. وقد كان لهذا الأمر دور أساسي في قدرتي على الحفاظ على دافعي لأكون أكثر إنتاجية وتركيزًا.
أخبرينا المزيد عما يميز نور نوف عن غيرها من المؤسسات التي تقدم خدمات مماثلة؟
يقع في صميم هدف نور نوف التفاني في الارتقاء بالمجتمع من خلال قوة المعرفة. وينعكس هذا الالتزام في دعم الشركة القوي لمختلف المبادرات والرعايات والشراكات مع المنظمات غير الربحية. وتهدف جميع هذه المساعي إلى تطوير مجتمعنا وإثراء المحتوى الرقمي المحلي وتعزيز التبادل المعرفي داخل المملكة.
ونتيجةً لهذا التوجه الاستراتيجي، أنشأت نور نوف ثلاثة خطوط أعمال متميزة تعمل بتناغم وهي: مجتمع نور نوف ونور نوف للمشاريع ونور نوف هب. يلعب كل خط من هذه الخطوط دورًا حيويًا في تحقيق رسالة نور نوف الشاملة.
ما هي برأيك أكثر الطرق فعالية لتمكين رائد الأعمال في بداية رحلته؟
أعتقد أن التوجيه والإرشاد أمران أساسيان لتمكين رواد الأعمال في بداية رحلتهم، مع اتباع نهج مرن ومتنوع لكل رائد أعمال حسب توجهه ومرحلة عمله وتطلعاته المستقبلية. وسواء أكانوا في بداية طريقهم أم في مرحلة التوسع، يجب أن يكون الإرشاد مزيجاً مخصصاً من الخبرة والتشجيع والتواصل. فإذا استثمرنا في نموهم، فإننا نساهم في تشكيل نجاحهم والمساهمة في منظومة ريادة الأعمال النابضة بالحياة.
هل هناك أي مشاريع أو مبادرات قادمة أنت متحمسة لها بشكل خاص، وكيف تتماشى مع أهداف نور نوف الاستراتيجية؟
هناك العديد من المبادرات والمشاريع المشوقة التي تلوح في الأفق. منها على وجه الخصوص، سبارك من مسك لريادة الأعمال، ومجموعة ”تقدّم“ من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وفعالية ”ديسربت“ من ”ذا كراج“. هذه مشاريع رائعة تجتمع فيها الشركات الناشئة الرائعة ورواد الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون من جميع أنحاء العالم.
أنا فخورة بأننا جزء من هذا النظام البيئي المتنامي، مما يضمن نجاح واستدامة مختلف المشاريع. يتماشى الالتزام المشترك بتعزيز نقل المعرفة وتمكين المجتمع تماشياً مع أهدافنا في نور نوف، وأنا متحمسة لرؤية المزيد من المبادرات تتطور والأثر الإيجابي الأكبر الذي سنحدثه من المملكة العربية السعودية إلى جميع أنحاء العالم.