ميرنا العلي هي مؤسسة HerStory. وترتكز رحلتها بشكل عميق على التزامها بتمكين المرأة، وقد تشكلت رحلتها من خلال تجارب شخصية وتجارب مهنية. قبل خمس سنوات، واجهت تحدياً أشعل تحوّلاً قوياً في داخلها. فعندما قللت إحدى زميلاتها من قدراتها لم يكن ذلك مجرد انتكاسة لها فحسب، بل كان أيضاً حافزاً أشعل شغفها العميق بدعم المرأة والنهوض بها. وقد ألهمتها هذه اللحظة المحورية، بالإضافة إلى دورها المؤثر في ماكسيموس السعودية وحضورها المتزايد على موقع LinkedIn، لإطلاق HerStory.
انبثقت فكرة HerStory من رغبتها في إنشاء منصة لا تحتفي فقط بالرحلات الرائعة للنساء في مجال القيادة وريادة الأعمال، بل تعمل أيضًا كمنارة للإلهام. ومن خلال HerStory، تهدف ميرنا إلى توفير مساحة يتم فيها مشاركة قصص التغلب على العوائق وتحقيق الأحلام، وتعزيز مجتمع يمكّن النساء من اختراق تحدياتهن الخاصة وتحقيق كامل إمكاناتهن.
يتطرق هذا المقال إلى أهم لحظات نجاح ميرنا ومصادر إلهامها ونصائحها لرائدات الأعمال الطموحات وغير ذلك الكثير.
ما هي العوامل الرئيسية التي قادتك إلى ما وصلتي إليه الآن؟
هناك العديد من العوامل الرئيسية التي أرشدتني في هذه الرحلة: المرونة، والرغبة في إحداث تأثير هادف، والإيمان القوي بقوة المجتمع. لقد علمتني التحديات التي واجهتها في وقت مبكر أهمية المثابرة، في حين أن دوري المهني في ماكسيموس السعودية وفّر لي منصة لدفع عجلة التغيير. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتراف بي كصوت رائد على موقع لينكد إن، عزز من مهمتي في إنشاء HerStory، وهي منصة مخصصة للاحتفاء بالمرأة وتمكينها.
بالنظر إلى سنوات خبرتك وإنجازاتك، ما هو أكبر إنجاز لكِ في رأيك؟
لا شك أن أكبر إنجاز لي هو إنشاء منصة HerStory. تمثل هذه المنصة أكثر من مجرد مشروع؛ إنها حركة تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ من خلال ضمان سماع قصة كل امرأة وتقديرها والاحتفاء بها. إن التأثير الذي أحدثته منصة HerStory على النساء والقصص التي تمكنا من مشاركتها هو أهم إنجازاتي.
ما هي المقولة التي تلهمك بشدة؟
الاقتباس الذي يقول: ”استخدم وظيفتك لتمويل عملك حتى تتمكن من شراء حريتك“، يتردد صداه بعمق في نفسي. هذه المقولة هي نصيحة قوية، خاصةً لرواد الأعمال الطموحين الذين لا يزالون يعملون في وظيفة تقليدية أثناء بناء أعمالهم. فهي تؤكد على أهمية الاستفادة من الاستقرار والدخل من وظيفتك للاستثمار في عملك وتنميته. والهدف النهائي هو الوصول إلى نقطة يمكن لعملك التجاري أن يدعمك مالياً، مما يسمح لك بترك وظيفتك وتحقيق الاستقلالية أو ”شراء حريتك“.
يسلط هذا النهج الضوء على التوازن بين الأمان المالي ومخاطر ريادة الأعمال، مما يشجع على الانتقال الاستراتيجي بدلاً من القفزة المفاجئة.
هل بإمكانك تسمية كتابين ألهموك؟ وماذا استفدت منهما؟
الكتابان اللذان ألهماني هما ”قواعد العشق الأربعون“ للرومي، وكتاب ”وأصبحت“ لميشيل أوباما. من كتاب ”قواعد العشق الأربعون“، تعلمت من كتاب ”قواعد العشق الأربعون“ أهمية أن يكون لديك شغف في حياتك، وفي الواقع أن الشغف يمكن أن يغير كل شيء. أما كتاب ”وأصبحت“ فقد منحني فهماً عميقاً للمرونة والأصالة، وعلمني قيمة أن أكون صادقة مع نفسي أثناء خوض تحديات القيادة.
ما هي السمات الشخصية التي ساهمت في نجاحك كمؤسس ناجح؟
لقد كانت سمات مثل المرونة والتعاطف والبصيرة والقدرة على التكيف حاسمة في رحلتي كمؤسسة. فقد ساعدتني المرونة في التغلب على التحديات، وسمح لي التعاطف بالتواصل مع النساء اللاتي أسعى إلى تمكينهن وفهمهن، ووجهتني رؤيتي في إنشاء HerStory ونموها، وضمنت لي القدرة على التكيف أن أتمكن من التنقل في عالم ريادة الأعمال المتغير باستمرار.
في ضوء رحلتك وتجاربك، ما هي الرسالة التي تودين إيصالها لرواد الأعمال الطموحين؟
رسالتي لرواد الأعمال الطموحين هي ألا تستهينوا أبداً بقوة قصتكم وقدرتكم على إحداث فرق. اغتنم التحديات كفرص للنمو، وأحط نفسك بمجتمع داعم، وابقَ دائماً وفياً لرؤيتك. تذكر، يمكن لرحلتك أن تلهم الآخرين، ويمكن لمثابرتك أن تمهد الطريق للأجيال القادمة.
ما هي فلسفتك الشخصية لقيادة الفريق، وكيف تشكل فلسفتك الشخصية في قيادة الفريق النهج الذي يتبعه برنامج HerStory Talk Show؟
تتمحور فلسفتي القيادية حول الإرشاد والتعاون والتمكين وتعزيز الإبداع. أنا أؤمن بخلق بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والاستماع إليهم، وهو ما ينعكس في طريقة عملنا في HerStory. يتسم نهجنا بالشمولية، مما يضمن مساهمة كل صوت في السرد الذي نبتكره. لا تقود هذه الفلسفة نجاح HerStory فحسب، بل تضمن أيضًا أن يكون لمحتوانا صدى لدى جمهور متنوع.
ما هو الدرس الأكثر قيمة الذي تعلمتيه من رحلتك المهنية؟
الدرس الأكثر قيمة الذي تعلمته هو أهمية الحفاظ على المرونة والقدرة على التكيف. فمسيرة ريادة الأعمال مليئة بالتقلبات والتغيرات، ولكن القدرة على التكيف مع التغيير والمثابرة على مواجهة التحديات هي التي تؤدي في النهاية إلى النجاح.
أخبرينا المزيد عما يميز برنامج HerStory Talk Show عن غيره من البرامج المشابهة؟
ما يميز HerStory هو التزامنا الثابت بالاحتفاء بالنساء من جميع نواحي الحياة. نحن لا نركز على القصص التي لا تسلط الضوء على الإنجازات فحسب، بل نتعمق أيضًا في التحديات والصمود وراء تلك النجاحات. برنامج HerStory هو أكثر من مجرد برنامج حواري؛ إنه منصة مكرسة لإعادة كتابة التاريخ من خلال ضمان الاعتراف برحلة كل امرأة والاحتفاء بها.
هل هناك تحديات كبيرة تواجه رائدات الأعمال اليوم؟ هل يمكنك تسمية أكثرها أهمية؟
تواجه رائدات الأعمال اليوم العديد من التحديات الهامة، بما في ذلك الحصول على التمويل، والتوقعات المجتمعية، والحاجة إلى تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. وأكثر هذه التحديات أهمية هو الحصول على التمويل، حيث غالباً ما تكافح النساء لتأمين الدعم المالي اللازم لتنمية أعمالهن. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للتوقعات المجتمعية أن تخلق ضغوطاً إضافية، مما يجعل من الضروري أن تجد النساء مجتمعات وشبكات داعمة.
هل هناك أي مشاريع أو مبادرات قادمة أنتِ متحمسة لها بشكل خاص، وكيف تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لبرنامج HerStory Talk Show؟
أنا متحمسة بشكل خاص لتوسيع نطاق وصول HerStory وتأثيرها من خلال مبادرات جديدة ستركز على توجيه ودعم رائدات الأعمال الطموحات. تتماشى هذه المبادرات مع الأهداف الاستراتيجية لبرنامج HerStory المتمثلة في تمكين النساء ومشاركة قصصهن وتعزيز مجتمع الدعم والنمو. نهدف إلى مواصلة إعادة كتابة التاريخ، وضمان سماع قصة كل امرأة والاحتفاء بها.
في الختام، تجسد قصة ميرنا بشكل رائع روح التمكين والمرونة التي يهدف برنامج HerStory Talk Show إلى تعزيزها. وباعتبارها العقل المدبر لهذه المنصة الثورية، فقد ألهمت ومنحت الأمل لعدد لا يحصى من النساء من خلال تجاربها الخاصة. تتجلى مثابرتها وتصميمها في كيفية تغلبها على العقبات التي واجهتها في حياتها المهنية وتحويل شغفها إلى منصة تكرم وتدعم المرأة في القيادة والأعمال. ولا تزال ميرنا تعمل على إنشاء مجتمع على منصة HerStory حيث تُسمع أصوات النساء ويُعترف بإنجازاتهن ويحظين بدعم تطلعاتهن.